لا تقتصر أهميّة قصص الأطفال على التّرفيه والتّعلم فقط، بل تُعنى بعدّة جوانب من شخصيّة الطّفل، نذكر منها:
الأهميّة النّفسية: تعمل القصص على تعزيز مشاعر الطّفل ومساعدته على معرفة أنواعها المُتعدّدة، فيعرف متى يشعر بالغضب أو الحزن او الفرح، أو عند الحاجة إلى الضّحك، وتساعده على محاكاة المواقف القصصيّة بما قد يواجهه في واقعه، فتسرّع من ردّة فعله وتساعده على استدراك الموقف أسرع من أقرانه غير القُرّاء.
إضافةً إلى ما يقدّمه هذا النّوع من الأدب على تلبية رغبات الطّفل في الاكتشاف والبحث ما وراء المرئيّ والمُلقّن، فيروي عطشه العلمي وفضوله في البحث والاستكشاف.
الأهمّية اللغوية:يعتمد الأدب بشكل كبيرٍ على اللّغة التي ينقلها الكاتب إلى القارىء من خلال الكتب، والطّفل بذلك لا بدّ أن يكوّن معجماً لغويّاً خاصّاً به من خلال القصص التي يقرأها، فلا نعتمد اعتماداً تامّاً على المعلومة المُقدّمة، (مع أهميّتها البالغة في قصص الأطفال) حتّى لا تخرج القصّة من الإطار الأدبي القصصي إلى النّص العلميّ الجامد.
وتظهر المهارات الأدبيّة على الطفل القارىء في المراحل الدّراسية الأولى، ويتفوّق على أقرانه لغويّاً وفكريّاً.
الأهميّة الاجتماعيّة: فالقصص الاجتماعيّة تنعكس من واقع الطفل ومحيطه الخارجيّ، وبذلك تعمل على تنمية مهاراته في التّواصل مع الآخرين، وتبعده عن الصّفات السّلبية؛ كالأنانيّة، والانطوائيّة، والغرور، وحبّ الذّات وغيرها، وتعوّد الطفل على أهميّة الالتزام بما يساعده على تنمية المجتمع والنّهوض به، كالالتزام بالقوانين واحترام قواعد السّير والمرور، والتّكافل الأُسريّ والاجتماعيّ.
الأهميّة التّاريخية والحضاريّة: لأنّ من ينسلخ عن ماضيه لن يتمكّن من النّهوض بحاضره، فلا بدّ للطفل من معرفة تاريخ حضارته وتراثه، وأشهر الشّخصيات التّاريخية التي أثّرت على مجرى التّاريخ وتركت بصمةً واضحةً في حياتنا، أو الأدبيّة التي شكّلت تراثاً هائلاً من إبداع العقل البشريّ، أو العلميّة التي ساعدت على تقدّم البشريّة وتطوّرها، فيختار قدوةً مما يراه مناسباً مُتماشياً مع ميوله العلميّة أو الأدبيّة دون الحاجة للّجوء إلى الشّخصيات الخيالية التي غزت برامج الأطفال المُتلفزة.