شخصيات وأحداث تاريخيةشخصيات تاريخية رؤساء وقادة عرب وعالميين شعراء وزراء فقهاء.. رجال عرفهم التاريخ البشري وتركو بصماتهم على التاريخ, واهم الاحداث العالمية والتاريخيه ابحاث ومقالات
الحب هو الحب فى كل العصور، لم يختلف أبدا فهو مجنون ولا يعترف بأى قيد أو حدود أو واقع إنما يعترض أى شىء أمامه قد يعيق طريقه، حتى إن الموت نفسه لا يمكنه أن يقضى عليه أو أن يفرض على العشاق الوداع بسهولة واستسلام، ولعل كل قصص الحب منذ قديم الأزل شاهدة على ذلك فسمعنا عن عبلة وعنتر وقيس وليلى وجميل وبثينة ولكننا لم نعرف عن الخليفة يزيد بن عبد الملك وحبابة شيئا.
خلدت قصتهما معا التى بدأت عندما تولى يزيد بن عبد الملك الخلافة وطلب شراء الجارية حبابة لتنضم إلى حريمه، وفى الحقيقة هو كان يحبها كثيرا حتى أنفرد بها عن العالم ولم يتمنى غيرها فى الحياة، وعندما عاش معها عشقها حتى أنه ذاب فى تفاصيلها تماما وأصبحت شغله الشاغل الأهم من أى شىء سواها، حدث ذلك فى العصر الأموي، حيث شاء القدر أن لا يترك قصة الحب الجميلة تعيش أكثر من ذلك فتخيل أنه بأخذه لحبابة سنهيها ولكن ما حدث كان مأساة بكل المعانى.
ذهب الخليفة إلى بيت راس يقضى وقتا لطيفا هناك مع جاريته حبابه ويأكلان الرمان والعنب، حتى شرقت هذه الجارية بحبة عنب فماتت بين يديه فى لحظات وكأن القدر يهزأ بلحظاتهم الرومانسية البسيطة ويثبت وجوده الحاضر، فكانت الصدمة الكبرى ليزيد الذى أصر على الاحتفاظ بها ثلاث ليال وهو يشمها ويقبلها ويبكى عليها، حتى وافق على تغسيلها ولكنه لم يوافق على فراق جسدها إلى أن تعفنت كأى جسد عندما تغادره الروح لأيام لم يعد له فائدة لأنه ما عاد يشعر أو ينبض بالحياة.
ولكن هل ليزيد أن يتعامل بعقله فى هذا الموقف، لا يستطيع فعل شىء أو التفكير حتى لم يتبق منها شىء حى حتى ملامحها توارت بين طيات الموت فألقوا بها فى النهر وعاد الخليفة إلى قصره الأساسى في إربد، ليموت بعد أربعين ليلة حبس فيهم نفسه داخل أفكاره مع حبابة ولم يحتمل حقيقة اختفائها من عالمه لذلك ودع هذا العالم القاسى وذهب إليها إينما ذهبت.