الصحة النفسية والتنمية البشريةتعلمي كيف تنمي مهاراتك والابتعاد عن مخاوفك معنا ستتخلصين من مشاكلك الشخصية فقط اعرضي مشكلتك وان شاء الله البنات يساعدوكى.
(Schizophrenia) كلمة يونانية تعني انشطار العقل "Split mind"، ومضمون الفصام مختلف تماماً عن انفصام الشخصية "split personality"، وهو المصطلح الشائع والمعروف لمرض (Schizophrenia) بالعربية؛ يرتبط غالباً بوجود اضطراب هوية شخصية لدى الفرد، فالفصام حالة تدريجية تتدنى فيها قدرات الفرد الإدراكية والمعرفية واللغوية مع ظهور أعراض إيجابية أو سلبية خاصة بالمرض.
ومن الخطأ تعميم خطورة مرضى الفصام وعدوانيتهم التي تظهر بشكل مكثف في الأفلام السينمائية، فنسبة قليلة جداً من جرائم العنف والعدوانية المرتكبة تحمّل مسؤوليتها إلى مرضى الفصام، وحتى لو وصل هذا المريض إلى مستويات خطيرة فعادة ما يعنف أفراد أسرته أو من يصدف تواجده معه في المنزل بدلاً من خروجه لتعنيف أو ضرب الغرباء.
أسباب مرض الفصام
كما أشرنا في مقالنا السابق عن مرض الاكتئاب، فإن الأسباب الفعلية لأي مرض نفسي لا تزال مبهمة وغير معروفة بشكل دقيق وواضح، إلا أن العلماء والباحثين قد توصلوا إلى وضع فرضيات مدعومة بنتائج أبحاثهم ودراساتهم عن مرضى الفصام، وفيما يلي نذكر أهم هذه الفرضيات:
1- الفرضية الوراثية
تنخفض احتمالات ظهور مرض الفصام في أحد أفراد الأسرة الواحدة إلى نسبة أقل من 1%، وذلك عند غياب القصة المرضية العائلية إن كانت من الدائرة الأولى (أب ، أم، أخت، أخ) أو الثانية (عم، خال،..)، بينما ترتفع نسبة إصابة الأبناء إلى 10% إذا كان أحد الأبوين مصاباً، وتصل إلى 40% لدى إصابتهما معاً.
2- الفرضية البيولوجية
من أهم الفرضيات على الإطلاق، وفيها يعتقد الخبراء أن المستويات غير المتزنة من الدوبامين (Dopamine) (ناقل عصبي كيميائي في الدماغ)؛ قد تتورط في ظهور أعراض هذا المرض وصفاته. يمكن لنواقل عصبية دماغية أخرى أن تشارك الدوبامين في اكتمال ظهور اللوحة السريرية (التشخيص) الخاصة بمرض الفصام، كالسيروتونين والإبينفرين والغلوتامات، إلا أنها تبقى أقل شأناً وأهمية مقارنة بالدور البارز والرئيسي للدوبامين في إحداث هذا الاضطراب النفسي.