من كتاب جعلناه نوراً...
للدكتورخالد أبوشادي
حصاد_التدبر
الجزء الأولأول صفة مدح الله بها عباده في كتابه:
(الذين يؤمنون بالغيب)، وبها يتمايز الخلق، فأشدهم إيمانا أعظمهم تصديقا بالغيب، وبهذا سبقنا أبو بكر.
(الذين يؤمنون بالغيب):
لا تخسر هذه الصفة بكثرة حرصك على أخبار الإعجاز العلمي التي تؤيد ما في القرآن من حقائق،
بل اجعل شعارك:
إن كان قال فقد صدق!
ï´؟أولئك على هدىï´¾: جاء بلفظ (على) أي مستعلين بهدايتهم،
وذكر الله أهل الضلالة فقال: ï´؟أولئك (في) ضلال مبينï´¾ أي منغمسين به.
ï´؟ومن الناس من (يقول) آمنّا بالله وباليوم الآخر وما هـم بمؤمنين ï´¾
تقييم كل إنسان بأفعاله لا بأقواله.
ï´؟ وما يخدعون إلا أنفسهم "وما يشعرون" ï´¾
قال ابن عرفة: نفى عنهم الشعور، وهو مبادئ الإدراك فبنفي مبادئ الإدراك ينتفي كل الإدراك من باب أحرى.
(في قلوبهم مرض):
المريض يجد طعم الطعام على خلاف ما هو عليه، فيرى الحلو مرا،
وكذلك المنافقين يرون الحق باطلاً والباطل حقا!

(فزادهم الله مرضا):
البعض يستعجل نزول العقوبة بالمنافقين.
وما درى أن أعظم عقوبة هي مرض القلب، فكيف بزيادته واشتداده؟! (قالوا إنما نحن مُصلِحون .. ألاَ إنهم هـم المفسدون):
نادرا ما يَشعر المفسد أنه مُفسد!
ولو شعر لانحلت المشكلة!
ï´؟ومما رزقناهم ينفقونï´¾ [البقرة: 3 ]:
المال مال الله، ثم يمدحنا على إنفاقه!
ï´؟إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ï´¾ [البقرة: 5 ]:
من كتب الله عليه الشقاوة في أُمِّ الكتاب، لن تجدي معه بِشارة ولا نذارة ولا عتاب.
ï´؟ وما يخدعون إلا أنفسهمï´¾ [البقرة: 9 ]:
أسلوب الحصر يدلُّ على أنَّ خداعهم مرتدٌّ عليهم، فلن يضروا الله شيئًا، ولا رسولَه، ولا المؤمنين.
ï´؟وَمَا يَشْعُرُونَï´¾ [البقرة: 9 ]:
شدة الغفلة وتتابع الذنوب تجعل من صاحبها بلا شعور ولا إحساس.

ï´؟أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَï´¾ [البقرة: 12]:
أخطر آثار الذنوب هو نزع إحساس القلب بوقعها عليه أي موته!
ï´؟أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَï´¾ [البقرة: 12]:
لا عداء أشد من عداء المنافقين للمؤمنين؛ ولا إفساد أعظم من إفساد المنافقين في ديار المسلمين،
ولذا جاءت الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكِّدات: ï´؟ألاï´¾، و ï´؟إنَّهُمْï´¾، و ï´؟هُمْï´¾، وهو من أبلغ صيغ التوكيد.
ï´؟ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا )
مرض القلب هو السبب الذي رأوا به الصور مقلوبة، وظنوا إفسادهم صلاحا..
ألم أقل لكم: أمراض القلوب مهلِكة؟!
ï´؟قالوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحون * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَï´¾ [البقرة: 11-12]:
مَنْ ادَّعى منزلة ونسبها لنفسه عوقِب بالحرمان منها.
ï´؟أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىï´¾ [البقرة: 16 ]:
شغف المنافقين بالنار عجيب! كأنهم يشترونها.
ï´؟ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَï´¾ [البقرة: 16 ]:
خسروا كل شي: الربح ورأس المال، فما ربحوا دنيا ولا آخرة، ولا نالوا العاجل ولا الآجل،
وهذا جزاء من قدَّم على الله سواه، وآثر شهوته وهواه.