لاتدعوا حتى تندمواعلى ما دعوتم عليه
وهم فلذة اكبادكم
هذه قصة حقيقية من واقع الحياة
حكت احدى النساء بصوت تعلوه رنه الحزن وعين لم يرف لها جفن قالت
كان اخي واقفا على باب الدار حاملا اختي الصغيره التي سقطت من يده تعلوها الدماء
فما هي لحظة حتى حضرت امي على اثر الصياح فلما رات ما رات اشتد غضبهاعلى اخي الشاب
فرفعت اكفها الى السماءلتدعو عليه فصادف ان كانت احدى الجنائز تدخل الى المسجدالذي امامنا فلن
تسعفها الكلمات سوى ان دعت الله ان ترى ابنها محمولا كهذه الجنازه
فما ان جاء اليوم التـــــــــــالي الا وهومحمول على الاكتاف ميتا يدخل المسجد نفسه وفي الساعه نفسها.
هذه الواقعه تمثل واحده من الامور المحزنه التي تقع فيها الامهات عندما يدفعهن الغضب الى الدعاء
على ابنائهن لادنى سبب فكم من ام اطلقت دعوات من قلب محزون على ابنها با الموت او المرض
اصابت بابا مفتوحا فقاست بسببها الامرين وعانت فقد الولد وفلذة الكبد وتجرعت الحسرات
الام تنس لياليها التي قضتها بقربه وهو صغير ؛ تنسى اللقيمات التي وضعتها في فمه؛ تنسى حين تغضب لتنفجر بالدعاء, عليه والرسول صلّى الله عليه وسلم يقول: « لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ, وَلا تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ, وَلا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ الله تبارك وتعالى سَاعَةَ نَيْلٍ فيهَا عَطَاءُ فَيَسْجِيبُ لَكُمْ»[أبو داود كتاب الوتر- باب النهي أن يدعوا المرء على أهله وولده].
قد يرتكب بعض الأولاد حماقاتٍ فلا ينتبهون لبرَّ والدتهم, وسماع كلامها, وربما يزعجونها ببعض تصرفاته الصبيانية.
فما الحلّ إذا ً؟
الحلّ يكمن في جزأين:
أما جزؤه الأوّل فما ينبغي في مثل هذه الحال أن تستخدم الأم سلاح الدعاء وتصوبه على أولادها, ولكن تستخدم هذا الدعاء لتصوّب عمل أولادها وتبتهل إلى الله بالدعاء لهم وليس عليهم.
ويمكن أن يكون الدعاء بالهداية مصحوباً بالتذمّر من فعل الأولاد, فهذا لا مانع فيه فقد كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يتبسّم تبسّم المغْضَب, كناية عن حبٍّ ولكنْ فيه غضبٌ من بعض الأفعال, فعن كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة تخلّفه عن غزوة تبوك قوله: « فلما سلَّمتُ عليه تَبَسَّمَ تبسُّمَ المغضَبِ» [متفق عليه]. وكذلك الأم تستطيع أن تستخدم دعاء المغضَب وليس دعاء الغضبان, بأن تقول بنبرة صوتيّة تدل على الاستنكار: ( الله يهديك).
أما الجزء الثاني من الحلَّ هو عدم اليأس من استجابة الدعاء, فإنّ ذلك ليس مستحيلاً على الله سبحانه وتعالى؛ وفي ذلك ورد الحديث الشريف فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «يُستَجابُ لأحدِكم ما لم يَعْجَل، يقول: دعوتُ فلم يُستجبْ لي».[ متفق عليه].
قال ابن حجر في الفتح:« قال ابن بطال: المعنى أنّه يسأم فيترك الدعاء فيكون كالمانّ بدعائه، أو أنه أتى من الدعاء ما يستحق به الإجابة فيصير كالمُبَخِّل للرَّب الكريم الذي لا تعجزه الإجابة ولا ينقصه العطاء »[فتح الباري شرح البخاري كتاب الدعوات- باب يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَعْجَل].
هذا هو الحل لكن- والله - ما زلت لا أدري كيف يروق لأم أن تدعو على أولادها؟
يارب اجعلنا من القوم الذين يسمعون القول فيتبعون احسنه اللهم امين
لكم منى كل الحب والسعادة