لكل أب وأم عندهم ابناء يعانون مما يعانى معطم الناس الآن من تطوُّرات هذا الزمان؛
مِن تكنولوجيا متطورة جدًّا، وسوء استخدامهاالذي يُؤدي إلى تفكُّك الأسر، وضياع الأولاد،
فضلًا عما تفعله مِن تدنٍّ في المستوى الدراسي! نقول عليكم ب:
أولًا: الدعاء:
احرصْ أخي الفاضل على الدعاء لهم دائمًا، وأن تستودعهم الله في كل وقت وحين، وتَذَكَّر أن علينا بذلَ أسباب صلاحهم وهداهم ونجاحهم، لكن الهادي والموفق هو الله سبحانه؛ قال تعالى: ï´؟ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ï´¾ [القصص: 56].
ثانيًا: الحوار:
فأفضلُ طريقة للتربية والتوجيه لجميع المراحل العمرية هي: أن تفتحَ معهم الحوار، وألا تكتفيَ بالأمر والنهي؛ لأن هذا لا يُجدي، بل احرصْ على تخصيص وقت لهم، وإعطائهم مساحة للتعبير عن أحلامهم وطموحاتهم ومخاوفهم، والحوارُ قد يكون جماعيًّا للأسرة أو بشكل منفردٍ مع أحدهم حسب ما تقتضيه الحاجة.
ثالثًا: اللعب:
شارِكْهم ألعابهم صغيرهم وكبيرهم، وقوموا بعمل أنشطة حركية مشتركة؛ فباللعب تستطيع أنْ تُعلِّمَهم وتغرس فيهم القيم والمبادئ بطريقة محببة وفعالة وممتعة.
رابعًا: القدوة:
وهذا أمرٌ مهم يحتاجه الأبناءُ دائمًا، وقدوتُنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام والصحابة والسلف الصالح والعلماء، وهذا ما يجعلك أيضًا محلَّ اقتداء لهم؛ لأنك المربي والمعلم الأول، فلا تَنْهَ عن شيء وأنت تفعلُه، بل كنْ لهم مصدرَ إلهام وقوة.
خامسًا: الاحتواء:
الأبناءُ مهما كبروا يَحتاجون للاحتواء دائمًا، فكنْ لهم الملجأ بعد الله، واحتوِ أخطاءهم ومشاكلهم برويةٍ وهدوء، مِن غير انتقادٍ حادٍّ أو تجريح، بل كنْ حازمًا لكن بحكمةٍ، وانتقدْ لكن فليكن الانتقاد بناءً، واحذرْ مِن مقارنتهم بالغير؛ لأن هذا لن يزيد الأمر إلا سوءًا.
أمَّا من ناحية تحسين مُستواهم الدراسي، فاجعلهم يعتمدون على أنفسهم حتى يشعروا بأهمية العلم والتعلم، فمَن أخفق
مرة سيكون درسًا له!
ودائمًا أعطهم التوجيه والدعم والتحفيز فقط، مِن دون استخدام صيغة الأمر، خاصة إذا تجاوزوا عُمر 12 سنة، وإذا كان هناك ضعفٌ في المستوى فابحثْ عن الأسباب، فبعضُ الأطفال يَتأثَّر مستواه قبل وخلال فترة البلوغ، والبعضُ قد يكون بسبب الأصدقاء، وتأثير الأصدقاء أمرٌ مُسلَّم به؛ لذا لا بد أن تعرف ابنك أو ابنتك مَن تصاحب، ولا بد أيضًا أن تراعي الفروق بين الأبناء في التحصيل العلمي، فالاختلافُ موجود، وربما هذا يجعل معرفتنا وملامسة أحلام واهتمامات أبنائنا أمرًا مهمًّا للغاية حتى نتعمقَ في شخصياتهم، ونتفهم طريقة تفكيرهم.
نسأل الله العلي العظيم أن يُصلح ذريتكم، وأن يُعينكم على تربيتهم، ويجعلهم قرة عين لكم