الخوف شعور طبيعي وجزء من تطور الطفل النفسي والعاطفي، ويرى اختصاصيو علم نفس الطفل،
أن الشعور بالخوف يبدأ بالظهور في سن الثمانية أشهر، ففي هذه السن يتولّد لدى الطفل
قلق الانفصال عن والدته، وعندما يرى شخصاً غريباً قد يخاف،
وهذا أول مظاهر الخوف العلنية عند الطفل.
عندما يبلغ الطفل الثلاث سنوات يصبح عنده نموّ عقلي وتتطوّر عنده ملكة التخيل،
فيخترع أموراً وهمية لا وجود لها في الواقع، إلا أنه في الوقت نفسه لا ينسجها من محض خياله
فقط، بل يستمدها من مشاهد رآها في التلفزيون أو قصصاً قرأتها له والدته.
وقد يكون الخوف شعورًا مزمنًا، وهذا الخوف المزمن بحسب سيجموند فرويد ثابت،
فمثلاً الخوف من اللون الأسود، ومن الوحدة ومن الغرباء والأشياء الجديدة ومن الحيوانات كالكلاب،
وعندما يظهر الخوف بشكل مكرر ومنظم أثناء وجود شيء ما، يمكن التحدّث عن الفوبيا
ويظهر بين الخامسة والسادسة، وإذا لاحظ الأهل أن طفلهم يعاني هذا النوع من الخوف عليهم
استشارة اختصاصي نفسي.
ويشير الاختصاصيون إلى أن بعض المخاوف تكون عادية ويجب عدم القلق منها،
فالطفل الرضيع يخاف من الضجيج المفاجئ، والطفل الصغير يخاف من الانفصال عن والديه،
والخوف من الغرباء يظهر في الشهر الثامن، وفي السنة الأولى يخاف الطفل من صوت
المكنسة الكهربائية، ورنين الهاتف، في الثانية يخاف الطفل من الضجيج القوي
مثل صوت الإسعاف ونباح الكلب، في الثالثة يبدأ الطفل يخاف من الحيوانات،
خصوصًا إذا كان سلوك الحيوان الأليف عدوانيًا ومن الطبيعي أن يخاف منه الطفل.
من النادر أن نجد طفلاً لا يخاف من الظُلمة، ويظهر هذا الخوف بشكل متكرر
بين الثانية والخامسة، وتكرس هذا القلق أمور مختلفة، ففي العتمة يستحيل على الطفل
إيجاد لعبته المفضّلة والسيطرة على محيطه، والتأكد من أن الوحش لا يطوف في أرجاء غرفته.
وينصح الاختصاصيون الأم أن تضع في غرفة طفلها مصباحًا خافت الضوء
أو أن تُبقي رواق غرف النوم مضاءً على أن تترك باب غرفة الطفل مفتوحًا قليلاً.
يرى الاختصاصيون أن التحدي الحقيقي للأم يكمن في مساعدة طفلها في التآلف مع الخوف
والانتصار عليهن ويحدث هذا عبر الحوار معه، وتحديد أسباب التوتر،
وأخذ الأمر على محمل الجد، وحض الطفل على إيجاد أجوبة عن أسئلته.،
ويكون ذلك بالطلب منه وصف خوفه من أجل تحديده.